كشف موقع "المونيتور" الأمريكي احتمال وجود عناصر ارهابية مسلحة آتية من سوريا، متورطة في سلسلة الهجمات الاخيرة التي استهدفت القوات الكوردية في شمال العراق في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي اربيل وبغداد.
ونقل "المونيتور" في تقرير عن مصادر محلية قولها إن مسلحي تنظيم داعش الناشطة في العراق، اصبحت الآن "رعايا أجانب".
وذكّر الموقع الأمريكي بالهجمات التي وقعت مؤخرا، مشيرا إلى هجوم يعتقد أن داعش نفذه في 6 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ضد قوات البيشمركة الكوردية في قرية في مخمور، في محافظة نينوى، والى هجوم آخر عندما جرى إخلاء قرية لهيبان الواقعة في محافظة كركوك، من سكانها الكورد بعد تعرضها ومناطق مجاورة لهجمات من داعش، حيث قامت البيشمركة وقوات عراقية بتأمين القرية لاحقا من خلال عملية عسكرية مشتركة.
كما ذكّر الموقع بتصريح لقائد عسكري من البيشمركة في منطقة قرطبة - حمرين في 4 ديسمبر / كانون الأول تحدث لوسائل اعلام كوردية، قال فيه ان "أكثر من 200 مسلح" من جماعة "جند الله" الجهادية أعلنوا الولاء لتنظيم داعش في سوريا مؤخرا، ثم "تم ارسالهم الى العراق لتصعيد الهجمات في كل المحافظات"، وان شخصا مقربا من الزعيم المقتول لداعش ابو بكر البغدادي، هو من يقودهم.
واعتبر التقرير؛ أن تحرك "جند الله" من محافظة ادلب السورية الى العراق، يشكل تطورا كبيرا، إذا صحت المعلومات حوله، مشيرا إلى أن الجماعات الجهادية تتميز بالمرونة والانقسامات وغالبا ما تجتذب عناصر من تنظيمات اخرى.
واشار التقرير الى ان "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، تفرض سيطرة فعلية على إدلب، تتعاون في السنوات الاخيرة مع تركيا وربما مع دول غربية، وهو ما أثار انتقادات من الفصائل الأكثر تطرفا.
وتابع التقرير؛ أنه من المحتمل أن تكون "هيئة تحرير الشام" قد مارست أدوارا في اعتقال قادة من داعش وربما في استهداف واشنطن لمتطرفين آخرين في محافظة ادلب. كما أن هيئة تحرير الشام شنت حملات عسكرية على تنظيمات جهادية أخرى ناشطة في أراضي سيطرتها، ونزعت بالقوة سلاح بعضها أو أجبرتها على المغادرة.
ولفت التقرير؛ إلى أن حساب "مزمجر الشام" على "تويتر" والمعبر عن التيار الجهادي في سوريا، أشار في تموز/ يوليو إلى أن الجماعات الجهادية المتبقية التي كانت تعمل خارج سلطة هيئة تحرير الشام في إدلب، هي "أنصار الإسلام" و"جند الله ".
كما ان وسائل اعلام تابعة لهيئة تحرير الشام نشرت في الايام الأخيرة صورا لـ "الدروس الدينية" التي اجبر مقاتلو "جند الله" على تلقيها، بزعم "الحد من تطرفهم".
واعتبر التقرير أنه "إذا كانت هذه القوات تجد طريقها إلى العراق وتؤدي دورا الآن في الهجمات المنسوبة الى داعش، فذلك يعني انه قد تم تعزيز "خطوط الجرذان" وان من المحتمل وجود شبكات لاستقدام المزيد من المقاتلين الأجانب المغالين في تطرفهم، ولا يمكنهم بالتالي العيش تحت نير هيئة تحرير الشام في إدلب او اولئك الذين صاروا قلقين من احتمال استهدافهم هناك.
ولفت التقرير؛ الى احتمال ان تكون قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، قد أطلقت سجناء كانت لهم علاقات بداعش، وذلك في إطار تسويات مالية، مشيرا الى ان الاراضي الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية تقع بين ادلب والحدود العراقية. وتابع أنه لطالما كانت هناك معلومات مصدرها سكان من المنطقة وعشائر بأن قادة سابقين من داعش، وآخرين أعضاء في التنظيم الارهابي، قد تم الإفراج عنهم مقابل المال.
وتابع التقرير؛ أنه إذا كان قادة داعش السابقون يتمتعون حاليا بحرية الحركة وبمقدورهم تسهيل حركة الجهاديين عن طريق الأموال التي تدفع للسلطات المحلية، فإن ذلك "سيخلق مشاكل أمنية خطيرة على جانبي الحدود".
واشار الى انه حتى أواخر العام 2020، كانت قوات سوريا الديمقراطية تعتقل ما لا يقل عن 10 آلاف سجين من داعش في حوالي 14 مركز احتجاز.
كما ذكر بان ضباط الأمن العراقيون تحدثوا مرارا عن اعتقال أشخاص عبروا بشكل غير قانوني الحدود الى العراق قادمين من الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. واشار ايضا الى معلومات تفيد بأنه جرى اعتقال عدة مئات من عناصر داعش وأفراد عائلاتهم وهم يعبرون الحدود إلى العراق في غرب نينوى منذ الربع الثاني من العام الحالي، كما تواردت أنباء عن حركة عبور متصاعدة في مراكز العبور الرئيسية على "خط الجرذان" لداعش، وحول وصول خلايا لداعش بحجم فصيلة إلى قره جوغ وكفري- بولكانا.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن خلايا داعش لا تزال تستغل المشاكل الطويلة الأمد المتمثلة في الثغرات الأمنية، ونقص التنسيق بين قوات بغداد وقوات أربيل، مذكرا ببيان صادر عن حكومة اقليم كوردستان في 3 ديسمبر /كانون الأول اشار الى انه على "الحكومة الاتحادية بحاجة إلى التعاون مع البيشمركة"، في حين غردت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية على "تويتر" في اليوم نفسه بأن قيادة العمليات المشتركة "تؤكد استمرار التنسيق والتعاون على مستوى عال".